كيف أجد هدفي في الحياة؟

هل تعرف شخصا سعيدا؟ إن كانت إجابتك بالإيجاب فتأكد من أن سر سعادته هو أنه يعرف هدفه ويسعى إلى تحقيقه وربما كان قد أصاب قدرا كبيرا من النجاح في ذلك فغمره شعور الرضا عن الذات نتيجة لهذا النجاح.
 دعني أحدثك قليلا عن تجربتي الشخصية فأنا ظللت طيلة عمري أقاوم حقيقتي، وبالرغم من اني نجحت إلى حد كبير في عملي الذي مارسته لأعوام طويلة إلا أنني لم أشعر بالنجاح المقترن بالرضا عن ما أفعله في هذه الحياة إلا عندما قررت أو بمعنى أصح قررت لي الحياة أن أتوقف وأنظر إلى حياتي وأجري تقييما لما كان، وحينها فقط أدركت أنني لا أسير في المسار الصحيح.
وفي تلك اللحظة إتخذت هذا القرار الصعب
الذي هدم الكثير من الاشياء حولي و قادني إلى الحافة التي يخشاها الجميع.
نعم لقد اتخذت قراري بأن ابدء من جديد وأترك عملي وأعمل في الترجمة وهي المهنة الأقرب لهوايتي التي أشعر بالسعادة عند ممارستها وهي القراءة. وكان القرار وكانت الخسائر مروعة ولكن المكاسب كانت أيضا هائلة فقد سمعت إطراءا على عملي من أحد أكبر خبراء الترجمة في مصر بعد أن ترجمت له أجزاءا من كتاب بالإنجليزية إلى اللغة العربية ليستعين به على بحث يقوم بإجرائه وكانت كلماته بالتحديد:
 "لقد حباكم الله نعمة عظيمة وحسا مرهفا يقودكم إلى أفضل معاني الترجمة، هذه حقيقة، لأن الترجمة تجمع صفتين أنها علم وفن في الوقت ذاته. وأنا لا أبالغ لأنني أعمل فيها وأدرسها مع علوم اللغة الأخرى".
ومثل هذه الكلمات عندما تصدر من عالم كبير يصف بها رجل مثلي مازال في طور البداية في عالم الترجمة لا تقدر بأي ثمن.
ولذا فعليك أن تبدء الآن قارئ مدونتي العزيز وتجد هذا الأمر الذي طالما كنت تحبه وتشعر بالسعادة وأنت تعمله واجعله شغلك الشاغل وتأكد من أنك لو كنت تمتلك العزيمة الكافية فستسمع كلمات مثل التي أسعدتني هذه وربما أفضل منها.
 وتذكر دائما أننا عندما نجد أرواحنا وقد فرغت من الحماسة ومن العزيمة فعلينا أن نتوقف وهو أمر ليس بالهين فالعالم من حولنا يتحرك بسرعة الصاروخ، ولكننا عندما نصبح وحيدين وليس لدينا أمور تشغلنا فلن نجد إلا أنفسنا نواجهها وننتقدها فنفكر في مشاعرنا وفيما نفعله في هذه الحياة، والأمر المؤكد والذي أعرفه عن تجربتي هو أن تلك المواجهة مؤلمة جدا ولكنها هي الأمر الذي نهرب منه طيلة حياتنا ولا يستطيع فعله إلا الأقوياء فكن قويا وواجه نفسك وستتغير حياتك للأفضل بكل تأكيد.

لا يكفي أن تكون مشغولا فحتى النمل دائما مشغول فالسؤال الحقيقي هو ما الذي أنت مشغول به. والإنسان يستطيع أن يحيا هذه الحياة بطريقتين، أولاهما أن يكون إنسانا عاديا موجودا وكفى، أما الثانية فهي أن يقرر أن يمتلك هدفا بناءا ويعزم على أن يحيا لتنفيذ ذلك الهدف. والطريقة الثانية للحياة لا تؤثر فقط على حياة الإنسان وإنما يمتد أثرها إلى كل ما يحيط به وربما امتد ذلك الأثر إلى أبعد مما يتخيله. 

وفي الخاتمة تذكر أن أكثر أنواع الغباء إنتشارا هو أن ينسى الإنسان هدفه في الحياة وينشغل بتلبية مطالب الحياة.


twitter شارك هذه الصفحة :

شارك الصفحة في الفيس بوك
شارك الصفحة في صدي قوقل
شارك الصفحة في تويتر Twitter
تابعنا عبر خدمة الخلاصات RSS
تابع تعليقات المدونة عبر الـRSS

أضف بريدك للاشتراك بالقائمة البريدية

Delivered by FeedBurner

0 comments:

Post a Comment

أضف بريدك للاشتراك بالقائمة البريدية


خلاصة المواضيع(RSS) | خلاصة التعليقات(RSS)